Posts

Showing posts with the label التنشئة القيمية

أيها المختلفون... منكم نستفيد

Image
أيها المختلفون... منكم نستفيد منى يونس "صناع الإرادة" ربما لم يمنحهم الله عز وجل نفس ما يمنح الأصحاء من القوة الجسدية والقدرات الحركية، إلا أنهم تم تعويضهم بما هو "مختلف"، قد يكون هذا الأمر المختلف قدرة، مهارة، إدراكاً، ذاكرة، ولكنهم باليقين لديهم ما ليس لدينا نحن الأصحاء. إنه ببساطة قانون العدل. المشكلة لا تكمن فيهم بل فينا نحن، نحن من أعاقتنا سيرورة الحياة ورتابتها عن رؤية وتقدير "المختلف" واكتشاف المكنون من المواهب والقدرات المحيطة بنا، خدعتنا الحياة بمظاهرها وصرنا لا نرى سوى القشور وأعمت بصائرنا الشكليات حتى ران عليها، فلم نعد نرى جمال الخالق وعدله في بني البشر المختلفين عنا. " أصحاب الإعاقة لديهم باليقينما ليس لدينا نحن الأصحاء. إنه ببساطة قانون العدل " صناع الإرادة، متحدو الإعاقة وطوق العجز والاحباط، انطلق العديد منهم نحو اكتشاف الذات في رحلة مثيرة تملؤها الحيوية والتفاؤل، تعترينا الدهشة حينما نسمع قصص نجاحاتهم، ولكن للأسف لا تستوقفنا مشاغلنا عن السؤال الأهم: "كيف؟" كيف استطاعوا خوض ...

ثورة على التابوهات

Image
ثورة على التابوهات منى يونس  رحم الله البو عزيري، مع كل طبقة من طبقات جلده الرقيق التي أخذت في الذوبان مع النار التي أحرقت جسده النحيل، مع كل نفس من أنفاسه المتقطعة الأخيرة تساقطت أكوام من التقاليد والمعتقدات والأقنعة الزائفة، وأخذنا نتساءل كيف كنا نحيط أنفسنا بهذا الكم من التصورات البالية والأفكار العفنة، أفكار حول أنفسنا، قدراتنا، مخاوفنا، أحلامنا، وقدراتنا.. تصورات حول الآخر، أكان الآخر هو الحاكم أو الآخر المحكوم عليه معنا بالتعايش مع حياته البائسة. الآخر الذي يعيش يتألم ويتجرع كؤوس البؤس مثلنا حولنا بل ومعنا ولكننا لم نكن نراه بسبب أسوار التصورات البالية التي أحطنا أنفسنا بها، المسيحيون لا يحبوننا، الفقراء يطمعون في أموالنا، وقاطنو المناطق الريفية كسالى ومتخلفون، الفنانون متعالون ولا يشعرون بنا، قاطنو الأحياء الشعبية حشاشون بالكلية وأولاد الذوات قاطنو القصور وخريجو الجامعات الأميركية فاقدو هوية، والشباب بالمجمل "سّيس" (كلمة تطلق لتوصيف الشخص المدلل المفرط في الترف المضيع لوقته والهائم في الحياة بدون وجهة). نعم... هكذا كنا وهذه كانت تص...

قواعد حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت

Image
قواعد حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت منى يونس  تظهر العديد من الدراسات تخاذل الآباء في دورهم تجاه حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت، فقد أفاد تقرير نشر على "بي بي سي نيوز" أونلاين أن الآباء لا يزالون غير مدركين للمخاطر التي قد يتعرض لها أطفالهم لدى استخدامهم لشبكة الإنترنت بالرغم من أن 75% من المراهقين يستخدمون شبكة الإنترنت في منازلهم. وذكرت الدراسة، التي أعدتها كلية الاقتصاد بلندن، أن 57% من المراهقين طالعوا مواقع إباحية، إلا أن أغلبهم تصفح هذه المواقع بطريق الصدفة وذلك إما عن طريق النوافذ المزعجة التي تظهر فجأة أمام المستخدم أو الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها، كما أوضحت الدراسة أن 16% فقط من الآباء يعتقدون أن أطفالهم تصفحوا مواقع إباحية. وفي دراسة أخرى قام بها "مركز التأهيل الاجتماعي في قطر" حول الإدمان جاءت الأرقام لتظهر أن 82% من الأبناء لا يخضعون لأي رقابة أثناء تصفح الإنترنت. تكمن المشكلة في عدم الوعي بالمخاطر وتغليب الفوائد والإيجابيات على ما دون ذلك من سلبيات ومخاطر. هذا من ناحية الأهل وبصفة خاصة في العالم العربي، أما من ناحية ا...

7خطوات لتسليح الأبناء بمهارات القرن الـ21

Image
7خطوات لتسليح الأبناء بمهارات القرن الـ21 منى يونس  يدرك العديد من الأهل أهمية أن يؤهّلوا أبناءهم لعالم سريع التغير شديد التعقيد، عالم يتطلب مهارات ومعارف متعددة ومختلفة عن تلك التي تربّوا هم عليها منذ ثلاثة أو أربعة عقود مضت، إلا أن الأمر مازال بأيديهم، ومازالت هناك فرص عديدة لمساعدة الأبناء في تطوير تلك المهارات والمعارف، من خلال الاختيار الواعي للأنشطة اللاصفية التي تتم بداخل أو خارج البيت. فعلى سبيل المثال، حينما يقوم الأهل باختيار لعبة جديدة لأبنائهم، أو عندما يدخلون في مرحلة تشجيع الأبناء على ممارسة رياضة معينة، عليهم تذكر النقاط التالية التي يمكن من خلالها تطوير وتنمية المهارات اللازمة للألفية الجديدة: " يدرك العديد من الأهل أهمية أن يؤهّلوا أبناءهم لعالم سريع التغير شديد التعقيد، عالم يتطلب مهارات ومعارف متعددة ومختلفة عن تلك التي تربّوا هم عليها منذ ثلاثة أو أربعة عقود مضت " " ضرورة توجيه الأبناء لمهارة التفكير النقدي، من خلال تشجيعهم على التفكير فيما يحيط بهم من مشكلات وظواهر كونية، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الألعاب الأس...

احترام المعلم واجب... علمه لابنك

Image
احترام المعلم واجب... علمه لابنك منى يونس  هل تعلم أنه حينما طالب القضاة في ألمانيا بأن تتم مساواتهم في الرواتب بالمعلمين، ردت عليهم المستشارة أنجيلا ميركل مستنكرة بقولها الشهير:"كيف أساويكم بمن علموكم؟!". ولكن في وطننا العربي وإضافة إلى الانتهاك المادي والمعنوي لحقوق المعلمين من قبل جميع الأنظمة العربية، إلا أن علاقة الاحترام بين التلميذ وأستاذه أصبحت هي الأخرى يشوبها كثير من الخلل لتأخذ منحى غير الذي تعودنا عليه. فما تربينا عليه كان ببساطة يجسد بيت الشعر "قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا". فحينما كنا نقف في الطرقات ونرى أحد معلمينا، كنا نفضل الاختباء ليس خوفا ولكن ربما رهبة واحتراما، أما الآن فالصورة أصبحت مغايرة، فانتشار وسائل التواصل الاجتماعي ناهيك عن الدروس الخصوصية التي قللت كثيرا من هيبة المعلم ومكانته أمام تلاميذه، الذين يتصورون أن قيمة معلمهم تقاس بقدر ما يأخذه منهم نهاية كل شهر. إلا أنه ما زال علينا كآباء أن نرسخ لدى أبنائنا قيمة التعليم التي لا تتجزأ عنها قيمة المعلم. فكلاهما مرتبطان ببعضهما البعض...

علم ابنك احترام الآخر

Image
منى يونس  إذا كنت تريد من ابنك أن يحترم الآخر ويتقبله، فيجب عليك أنت أولا أن تكون قدوة، فيما يخص التعامل الإيجابي والمثمر مع الآخر، فلا يفيد الحديث عن أهمية تقبل الآخر بينما يسب الأهل أبناء طائفة أو ملة أخرى. كما أنه من الأهمية أن يكون الحديث مسليا ومشوقاً ومصحوباً بقدر كبير من الإخلاص والصدق في "الاعتقاد" بمثل هذه المعاني الإنسانية، فكم من الأمور التربوية كان لها آثارها الناجعة بسبب إخلاص الأهل وصدقهم بالرغم من ضعف مستواهم التعليمي أو الثقافي. خطوة التعرف على الآخر - قم بشراء خريطة العالم أو "الكرة الأرضية" وضعها في حجرة الأبناء، واشرح لهم لقد فعلت ذلك لتتعرف معهم على البلدان والأقاليم التي تكون عالمنا الفسيح ( ابدأ بالعام ولا تبدأ بالشعوب والأديان). " إذا كنت تريد من ابنك أن يحترم الآخر ويتقبله، فيجب عليك أنت أولا أن تكون قدوة، فيما يخص التعامل الإيجابي والمثمر مع الآخر " - اختر من على الخريطة إقليما أو قارة واحكِ لأولادك عن تلك القارة في حدود معلوماتك المؤكدة. - لا مانع من أن تعترف أمامهم أن علمك ...

قيمة العمل: دروس من الصين

Image
قيمة العمل: دروس من الصين منى يونس يقول مكسيم غوركي "عندما يكون العمل مبعث سرور تكون الحياة سعيدة، وعندما تشعر أنه واجب تكون الحياة مجرد استعباد". بالرغم من صدق هذه المقولة إلا أن الوصول لمثل هذه المشاعر السعيدة أمر يصعب تخيله في عالمنا العربي حيث يتم العمل في أجواء في كثير منها لا إنساني وفي جو شديد التعقيد حيث تعلوه البيروقراطية والمصالح الشخصية وكثير من الفساد، وحيث يتم التحقير من الأعمال الحرفية في مقابل الإشادة المستمرة بالأعمال الإدارية أو المرتبطة بالوظائف العليا. هذه ليست دعوة لليأس بقدر ما هي دعوة إلى تنمية مشاعر "السرور والسعادة لدى الأبناء أثناء قيامهم ببعض الأعمال المناسبة لأعمارهم"، حيث إنه يجب إعادة قيمة العمل لمكانتها الصحيحة. يمكننا الآن أن نوجه وجهتنا قليلا نحو الشرق، إلى الصين والتي صعد نجمها خلال الخمسين عاماً الماضية ويرجع البروفسور "نيال فيرغسون" في تحليله لمسار الحضارات صعود هذا النجم (الصين) بالأساس إلى استعادة قيمة العمل ولمكانتها، فقد فهم الصينيون ومعهم اليابانيون أن العمل هو السبيل الأساسي...

كيف نعيد للمدرسة مكانتها في نفوس الأبناء؟

Image
كيف نعيد للمدرسة مكانتها في نفوس الأبناء؟ منى أحمد نشرت هذه المادة على صفحة تربية و تعليم بشبكة العربي الجديد بتاريخ 14 نوفمبر 2016  تحرص معظم الأمهات على سؤال الأبناء عن يومهم المدرسي، كيف كانوا وماذا فعلوا وما الجديد الذي استفادوه من بقائهم ثماني ساعات بالمدرسة؟ تأمل  كل أم أن تكون الإجابة مرضية وشافية، إلا إن الإجابة تكون في أغلب الأحيان مخيبة للآمال، ومن قبيل : "لا شيء جديداً".. المعتادة.. بخلاف الشجار مع الأقران ومطالبات بوجبة أكثر إمتاعاً، لا تسمع الأم في أغلب الأحيان شيئاً إضافياً. مكانة المدرسة لا يشعر الأبناء أن للمدرسة قيمة حقيقية مضافة في حياتهم - اللهم إلا الوقت الذي يقضونه مع الأقران بين الدروس وفي الفسحة (الفرصة). ويرجع هذا الأمر إلى أن التعليم المدرسي أصبح بصورة كبيرة ومتزايدة منفصلاً عن الحياة المعاشة للأبناء، فلا هم فهموا ارتباط الكيمياء العضوية بحياتهم أو تأثير تضاريس الإقليم الاستوائي على معيشتهم، ولا هم تذوقوا الأدب الحديث ولا أحسوا بأي ارتباط عاطفي نحو الأدب والشعر الجاهلي. بل الحصيلة في أغلب الأحيان هي "كره الدراسة بكافة...

أريد "محمولاً" هدية

Image
أريد "محمولاً" هدية منى أحمد نشرت ه ذه المادة على صفحة تربية و تعليم بشبكة العربي الجديد بتاريخ 23 نوفمبر 2016 في عيد ميلادها التاسع قالت لوالدتها "أريد محمولاً هدية عيد ميلادي"، جاءت الإجابة فورية وتلقائية "أي نوع.. هل فكرت في نوع معين"، هذا الموقف يبدو طبيعياً، ولكن هناك أمر يستحق التوقف عنده، وهو سرعة استجابة الأم لطلب الابنة دون تفكير في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا، كيفية الاستفادة منها وكيفية تقليل مخاطرها ومخاطر التواصل المفتوح مع العالم الخارجي، ويكمن السؤال هنا "ألم يكن من الأسلم أن تفتح الأم حواراً ونقاشاً حول كيفية الاستفادة من هذا الوافد الجديد على حياتنا بدون أن يضر بنا." الهاتف المحمول هنا ليس سوى مثال لباقي الأجهزة والتقنيات والتطبيقات الحديثة التي لا نجد أي غضاضة في أن تقتحم حياتنا وحياة أبنائنا بدون أن نشغل أنفسنا بكيف سوف نستفيد منها، فلا توجيه للاستخدام الآمن، الإيجابي والبناء لا قبل الشراء ولا بعدها. للأسف لو قارنا الشباب في العالم العربي ونسبة استفادتهم بصورة إيجابية من التكنولوجيا بأقرانهم في الدول ...

مبدأ هيلدا لبناء خلق التواضع

Image
مبدأ هيلدا لبناء خلق التواضع منى أحمد نشرت هذه المادة على صفحة تربية و تعليم بشبكة العربي الجديد بتاريخ 4 ديسمبر 2016 ساد الصمت من قبل أولياء الأمور، حينمت سألتهم المدربة البشرية عن السلوكيات والأفعال التي يقومون بها لبناء قيمة التواضع   لدى الأبناء، وهنا أخذت المدربة في حكي قصتها الخاصة التي تسميها "مبدأ هيلدا في تعليم التواضع للأبناء". تبدأ قاتلة: كنت في أواسط العشرينيات من العمر، عندما قررت أن أقوم بدراسة ميدانية في إحدى عشوائيات مصر، وكان البحث عن الوسائل والطرق التربوية المتبعة لدى الطوائف المتواضعة من الناحية الاقتصادية، وهي ما نسميها بطائفة الفقراء. هناك في إحدى تلك العشوائيات شاهدت الموقف التالي: فتاة لم تتجاوز الخامسة من عمرها تخرج من عربة مرسيدس فارهة مع السائق الذي سلمها لسيدة ثلاثينية واقفة عند باب شقة في الدور الأرضي، كان واضحاً من مظهرها وهيئتها أن أوضاعها المادية والاجتماعية متدنية للغاية. ثم انطلق السائق تاركاً الابنة في ذلك البيت. لم يكن الأمر مستغرباً لأهل الحي فقد ألفوا المنظر، أما بالنسبة لي فقد كان أمراً غريباً، ما ال...