Skip to main content

تقرير "مهن المستقبل"... مهن جديدة يتوجب إعداد الأبناء لها

تقرير "مهن المستقبل"... مهن جديدة يتوجب إعداد الأبناء لها

منى أحمد
نشرت هذه المادة على صفحة تربية و تعليم بشبكة العربي الجديد بتاريخ 19 أكتوبر 2016
ماذا تريد أن تصبح حينما تكبر؟ سؤال يتردد على مسامع أطفالنا ربما من سن الخامسة ومع بداية إدراكهم لبعض المهن، وتختلف
الإجابة حسب تعرض البنية المعرفية للابن أو الابنة للمهن المختلفة، ولكن في عالمنا العربي لا تجد كثير اختلاف في الإجابات: فدائماً يأتي الرد: دكتور - معلم - طيار - مهندس….، والسؤال الذي بالفعل يستحق أن نسأله لأنفسنا هل هذه هي مهن المستقبل؟ هل نعد أبناءنا بالصورة الصحيحة لمهن المستقبل؟

"مهن المستقبل"
ذكر البنك الدولي على موقعه مقالة شهيرة تحت عنوان "شكل الوظائف في المستقبل" أنه بين الوقت الراهن وعام 2020 سوف يحتاج عالمنا إلى 600 مليون وظيفة جديدة، وهذا العدد تم التنبؤ به وفق معيارين، الأول هو الزيادة السكانية المتوقعة، ومن ناحية أخرى التغيرات التكنولوجية والديموغرافية السريعة وغير المسبوقة، هذا بالإضافة إلى بعض المعايير أو المسببات الجانبية، مثل سرعة حركة التمدين والعقبات أمام التقارب الاقتصادي. إلا أن عملية تحديد وظائف المستقبل تبقى أمراً صعباً.

وحتي يتم البعد عن التكهنات والتنبؤات طرح المجلس العالمي المعني بمستقبل الوظائف التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، استبياناً يغطي ما يقرب من 2000 شركة (أكثر من 100 شركة في كل بلد من بلدان مجموعة العشرين) لمعرفة توقعاتها حول كيف ستشكل الاتجاهات الرئيسية سوق العمل في قطاعها بحلول عام 2020.
وتم نشر النتائج في تقرير "مستقبل المهن: والوظائف، الكفايات، واستراتيجيات الموارد البشرية في ظل الثورة الصناعية الرابعة" والذي صدر أوائل 2016.

أبرز نتائج التقريرأكثر المهن ازدهاراً في الفترة القادمة ( إلى العام 2030) هي تلك المرتبطة بصورة وثيقة بالمهارات التقنية مثل "تحليل البيانات" و"تطوير البرمجيات والتطبيقات" ولن يختصر الأمر على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بل سوف تمتد هذه النوعية من المهن لتغطي قطاعات مثل المواصلات، المالية، الاستثمار، الإعلام وصناعة الترفيه.

وكذلك المهن المرتبطة بالمهارات الرياضية والقدرة العالية على التحليل إلا أن تلك الحزمة من المهن سوف تتمركز بصورة أساسية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وسوف تعتمد فرص العمل على مستوى الثقافة الرقمية ومهارات "حل المشكلات".
بينما سوف تتآكل مهن قطاع الإعلام المرتبطة بالمهارات الفنية مثل الرسم والتصميم.

أما مهن قطاعي الهندسة والعمارة فسوف تتطلب حزماً أحدث من المهارات، وفرص العمل في هذين المجالين مرهون بالمستوى العالي في مهارات التعامل مع التكنولوجيا الداعمة لهذين القطاعين. أما المهن التي لا تتطلب أيضاً من المهارات الحديثة فسوف يكون الطلب عليها مستقراً ولن يشهد أي تقدم أو نمو واضح.
وفق التقرير سوف ينخفض الاحتياج العالمي لوظائف إدارية تقليدية بمعدل 7.1 ملايين فرصة عمل.

أما بالنسبة للمهن والوظائف المرتبطة بالعمليات الإنتاجية، وبصورة خاصة في قطاع البترول - الكيماويات والغاز من المتوقع ألا ترى ازدهاراً وذلك للتغيرات في المشهد الاقتصادي العالمي.
مهن قطاع المواصلات سوف يبقى على نفس مستوى الاحتياج، ولن يكون من المتوقع الانخفاض الشديد مع التقارب بين الدول وبصورة خاصة في خطوط المواصلات والتواصل بين الدول.

سوف يبقى الاحتياج لوظائف القطاع الزراعي ويرجع السبب إلى الزيادة السكانية المتوقعة، وبصورة خاصة في الدول النامية، حيث يقل التفاؤل من إدماج التكنولوجيا في تطوير الزراعة.
هناك نوع من التفاؤل نحو عدم اندثار بل استقرار الاحتياج الخاص بالمهن الخدمية ويرجع السبب إلى العوامل الاجتماعية والتطور الديموغرافي المتوقع للكتل السكانية.

جواز سفر
كان الاهتمام الأول لآبائنا، هو أن نتعلم اللغات وأن نتقن على الأقل لغة واحدة بجوار لغتنا الأم وكان الاتجاه عادة يتجه إلى تعلم الإنكليزية لما لها من تأثير مباشر على فتح آفاق لفرص العمل في المستقبل، إلا أن الوضع تغير بعض الشيء وأصبح تعلم اللغات الأجنبية مهماً ومؤثراً، ولكن بصورة غير مباشرة على فرص العمل، وذلك لإن اللغة الأجنبية هي باب نحو الثقافة الرقمية الضرورية وكما اتضح من التقرير هي "جواز السفر" لمهن المستقبل. "
من الطبيعي ألا تكون كافة المهارات والمواهب منصبة على العالم الرقمي، فهناك الفنانون والأدباء، ولكن حتي هنا يمكن تحويل المهارات والمواهب من خلال إضفاء شيء بسيط من التقنيات عليه" وبالتالي يمكن أن يقوم الأهل بالخطوات التالية لدعم أبنائهم أثناء تنمية المهارات التي تضمن لهم دخول سوق العمل في المستقبل:

1-عدم الاستهانة بتعليم الأبناء مهارات التكنولوجيا الحديثة وعلى رأسها مهارات البرمجة، من خلال الدورات المقدمة في المراكز المتخصصة وإن تعذر ذلك يمكن أن يوجه الأبناء إلى دورات "مووك " المجانية مفتوحة المساق المنتشرة على شبكة الإنترنت.

2- تشجيع الأبناء كلما استطاعوا الإبداع والابتكار بوسائل تكنولوجية وذلك من خلال توسيع دائرة المحتفين بهم و بإنتاجهم، ومثال لذلك، هو بناء موقع مصغر ومبسط لتلك الإنتاجات أو قناة على "يوتيوب" يشرح فيها الابن ما الذي قام به وكيف، حتى وإن لم يحصد الابن مشاهدات كثيرة، فهذا من شأنه أن يعمل على زيادة الحافزية لديه، وأهم من ذلك يبني الثقة بالنفس.

3- المتابعة الدائمة لما ينشر حول مهن المستقبل ومناقشة نتائج التقارير مع الأبناء لمعرفة توجهاتهم ورغباتهم.

4- من الطبيعي ألا تكون كافة المهارات والمواهب منصبة على العالم الرقمي، فهناك الفنانون والأدباء، ولكن حتي هنا يمكن تحويل المهارات والمواهب من خلال إضفاء شيء بسيط من التقنيات عليه، ومثال لذلك، الابن أو البنت، الماهر أحدهما في الرسم أو التصميم، يمكن تحويله إلى إضافة تصاميم الغرافيك على منتجاته. محبو التصوير يمكن توجيههم لتطوير منتجاتهم من خلال الفوتوشوب، والرياضيون أيضاً، من المهم أن يعرفوا أهم ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا في مجال الرياضة التي يحبونها.

5- تشجيع الأبناء على الانخراط (ويكون هذا تحت توجيه في بداية الأمر) في المجتمعات التخصصية مثل المنتديات والصفحات المتخصصة للمهتمين بالبرمجة أو التصوير الفتوغرافي أو تصميم الغرافيك، لإنها تساعد على فتح آفاق رحبة لتبادل الخبرات والتعرف على المهارات وعلى أحدث ما توصل إليه الآخرون في هذا المجال.

6- مراقبة الأبناء للتعرف على توجهاتهم ورغباتهم والعمل على التواصل معهم بصورة مستمرة كي يسمعوا ويتقبلوا توجيهاتنا لهم، ولكن هذا يحتاج حنكة ومهارة في التوازن بين تقبل الرغبات والأهداف التي يحملها الابن ورغباتنا وتصوراتنا نحن لما هو أفضل له. 

Comments