التعليم الإلكتروني بدون إنترنت للمجتمعات المهمشة

التعليم الإلكتروني بدون إنترنت للمجتمعات المهمشة

منى يونس



عقد في الفترة من الخامس إلى السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في العاصمة الأميركية واشنطن مؤتمر التعليم عبر تطبيقات المحمول، والذي استهدف عرض وإبراز التقنيات والحلول المبتكرة لتوفير التعليم عبر التقنيات الحديثة، ولا سيماالهاتف المحمول.
وبحث المؤتمر مواضيع مثل توفير المحتوى لذوي الاحتياجات الخاصة، محتويات تدريبية وداعمة للمعلمين، والتعليم للاجئين والمجتمعات المهمشة.


وفي إطار عرض التقنيات الحديثة لتوفير المحتوى التعليمي للاجئين والمهمشين في دول العالم الثالث، تم استعراض عدد من التقنيات الحديثة التي استطاعت أن تتغلب على مشاكل غياب البنية التحتية لخطوط الإنترنت، وارتفاع تكلفة المكالمات الهاتفية والأجهزة الإلكترونية مثل الحاسب اللوحي.

وكان من بين الحلول المبتكرة التي تم عرضها "كوليبري"، وهو تطبيق تقني لا يعتمد على توصيل المعلومات أو المحتوى من خلال خطوط الإنترنت الثابتة والمستقرة. ويقول خبراء تكنولوجيا التعليم، إن الحلول المبتكرة لتوفير التعليم عبر التقنيات الحديثة ترتكز على محورين: تقني وتعليمي (تربوي).


الشق التقني 
من أجل ضمان أن تكون التقنية متوافقة مع احتياجات أكثر المناطق تضرراً، تم تصميم وابتكار وحل تقني يعمل مع كافة الأنظمة التشغيلية (ويندوز- لينكس و OSX) في طريقة تجمع ما بين التقنية والمحتوى الجاهز والمعد مسبقاً بصورة قليلة

التكلفة وسهولة التعامل. تكلفة لوحات "أندرويد" تتجه نحو الهبوط السريع، وبالتالي تم التوجه لبناء المنصة على تطبيق "أندرويد". يتم تحميل وتخزين المحتوى على الحاسب اللوحي من أي سيرفر قريب أو حتى من حاسب لوحي قريب، ويمكن بعدها التنقل من مكان لآخر بالمحتوى الذي تم تنزيله للمرة الأولى.

وقد تمت إضافة خواص مهمة للابتكار منها "خاصية ضغط الفيديوهات" التي تعمل على ضغط حجم ومساحة الفيديو بصورة كبيرة. وقد أثبتت التجارب الأخيرة إمكانية ضغط فيديو حجمه 250 ميغابايت إلى ميغا بايت واحد فقط دون المساس بجودته، وهذا مهم لأنه يقلل من التكلفة والوقت الضروري لعملية التحميل وقدرة الأجهزة الأصغر حجماً والأقل تكلفة على تخزين مادة تفاعلية أكبر.


وصممت الأجهزة المشغلة تطبيق "كوليبري" لتتشابك مع بعضها بعضاً بصورة تلقائية وتتصل مع بعضها بعضاً من أي "واي فاي" محلي، وبالتالي يتم تنزيل ومشاركة البيانات الجديدة والمستحدثة بصورة سريعة.


الشق التعليمي
توفر هذه التقنية الحديثة محتوى تعليمياً متنوعاً من عدد كبير من المصادر التعليمية عالية المستوى والمشهود لها بالكفاءة مثل: خان أكاديمي - أكاديمية التحرير - أفلاطون - كتب براثام- مكتبات بلا حدود.
ويتم التعامل مع هذا الكم الكبير من المحتوى من خلال عمليات دقيقة للتصنيف المتعدد بحيث يمكن للطالب التوصل للمعلومة التي يحتاجها من خلال البحث بالمادة العلمية - نوع المصدر (نص - فيديو - لعبة تعليمية - …).  
من ناحية أخرى، تضمن المحتوى التعليمي شقاً خاصاً بالمعلمين، فتمت إضافة مخططات للدروس- نصائح مصاحبة للدروس المختلفة - إرشادات خاصة بإدارة الصف - مصادر إثرائية ومواد داعمة لعملية التدريس.

وتضمن المنهج أيضاً مكتبة ضخمة لإثراء عملية القراءة بها العديد من القصص والقراءات الحرة ومواد ومصادر تعليمية عامة أخرى. ومعروف أن أكثر المستفيدين من هذه المكتبة هم أبناء المناطق المهمشة والفئات التي تعاني من صعوبات اقتصادية واجتماعية مثل اللاجئين والنازحين وسكان المناطق النائية، إضافة محتوى خاص بالدعم النفسي التربوي لمثل هذه الفئة، بما في ذلك تدريبات عامة على المهارات الحياتية الضرورية في الظروف الطارئة.


منصة إدارة المحتوى
تم بناء منصة لإدارة المحتوى التعليمي من قبل المعلم. تسمى المنصة "ستوديو كاليبري"، وتتميز بسهولتها وأنها تطلق يد المعلم في طريقة وكيفية عرض المادة التعليمية، بحيث يمكنه إعادة ترتيب، تلخيص، عرض، تقسيم، تجميع المحتوى التعليمي الذي سوف يجمعه من مئات المصادر المتاحة أمامه، بالصورة الأنسب بالنسبة للطلبة الذين بين يديه ولكن الخطوة الأهم لكثير من المعلمين هي قدرتهم على ترتيب المادة وتنسيقها وفق المعايير الوطنية المحددة في الدولة التي يعملون بها.

وليست هذه التقنية معنية بتقديم منهج معين أو محدد، ولكن تتيح لهم فرصة بناء مناهجهم بأنفسهم بما يتوافق مع المعايير المعمول بها، وتيسيرا للمعلمين يعرض التطبيق المعايير الوطنية للمناهج المختلفة مثل المنهج التعليمي المكسيكي والهندي، وهي المعايير التي تحددها الدول لمعلميها لتقييم مدى كفاءة العملية التعليمية وتقييم وصول الطلبة للمستوى المحدد لكل صف.

من ناحية أخرى، يساعد الاستوديو المعلمين على اتباع منهج التعليم المتكامل من خلال توفير مواد مختلفة تغطي نفس الموضوع أو المحور من خلال المواد التعليمية المتنوعة، مثال أن يتم دمج مادة الرياضيات من مكتبة خان أكاديمي مع قصة من المكتبة الأفريقية للقصص الشعبية تتناول نفس المحور (الضرب أو القسمة مثلاً) وهكذا.


الدعـم التعليمي
يدرك القائمون على العملية التعليمية، ولا سيما المعلمين، أن المهمة الأكبر والأشق هي دوماً مراقبة تطور وتقدم الطلاب ومعالجة جوانب القصور في الفهم أو الاستيعاب لديهم، وهذا الأمر أو تلك المهمة لم تفت القائمين على تصميم "كاليبري"، حيث تم بناء خاصية لمتابعة وتتبع عملية التطوير الخاصة بالمتعلمين حتى لو كانت عملية التعلم التي يتبعونها هي خارج إطار
التعليم النظامي. "كاليبري" توفر عدداً من الخواص والخيارات التي تساعد على هذه المهمة من أهمها الآتي:

- تقارير المدرب
هذه التقارير التفصيلية لعملية التطور والنمو تقيس عوامل مثل الوقت الذي يقضيه الطالب لحل المسائل، عدد ونسب الإجابات الصحيحة والإجابات الخاطئة وتعطي للمدرب أو المعلم صورة شاملة وعامة عن تقدم الطالب أثناء الدروس التي أنهاها.


- قائمة أسئلة واختبارات
كما يمكن للمدرب أن يقوم بتصميم قائمة أسئلة واختبارات بصورة الاختيار من متعدد على التطبيق للتأكد من توصيل معلومة معينة أو لضمان زيادة نسبة الاستيعاب لنقطة محددة في المنهج. هذه الخاصية تساعد الطلبة على التدريب على معلومات تم شرحها من قبل بدون أن يكون هناك إخلال بخطة التعلم وأهدافها والمعايير المرتبطة بالمنهج المحلي.  
- التوصيات التعليمية
بالإضافة إلى هذا، تم إضافة خاصية جديدة على تطبيق كاليبري، ألا وهي التوصيات التعليمية للمتعلم المبنية على المحتوى والأنشطة التي تفاعل معها الطلاب من قبل والمبنية على حجم الإنجاز المحقق من قبل الطلاب.







Comments