Skip to main content

المنصات العربية المفتوحة هل تحل مشكلة تعليم اللاجئين؟

المنصات العربية المفتوحة هل تحل مشكلة تعليم اللاجئين؟

منى يونس 

علنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في عام 2014 أن عدد القادرين على الالتحاق بالتعليم العالي من مجموع اللاجئين عالمياً لا
يتعدى 1%، وهذا يعني أن 195 ألفاً فقط لا غير من مجموع سبعة ملايين ونصف مليون، أنهوا المرحلة الثانوية في عام 2015، كانوا قادرين على الالتحاق بنوع من أنواع التعليم العالي.

وتعد هذه النسبة مفزعة، خصوصاً لو قمنا بمقارنتها بنسبة الملتحقين بالتعليم العالي في دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، حيث بلغ الملتحقون بالجامعات 41%، أما دولة مثل أفغانستان مثلاً، وهي دولة معروفة بضعفها البنيوي الاقتصادي والسياسي فنسبة الملتحقين بالتعليم العالي فيها وصل إلى 18%.
ويرى المتخصصون، أن الطفرة التي شهدها العالم في إتاحة التعليم الذاتي من خلال المنصات الجماعية مفتوحة المصدر (موكس) يعتبر الخلاص لهذه المشكلة المعقدة والمركبة، وبدأت العديد من الهيئات الكبيرة مثل: "اد إكس" و"إدراك" في التفكير والتخطيط لتقديم مساقات خاصة للاجئين باللغة العربية للتوجه للطالب السوري بصورة خاصة، إلا أن هذه المبادرات ما زالت في طورها الأول ولم تر النور بعد.

وعلى الرغم من أن اللغة هي العائق الأول للطالب الراغب في الاستزادة من العلم أو استكمال رحلته التعليمية، وذلك بسبب انتشار المساقات باللغة الإنكليزية وضعف المحتوى العربي، إلا
أن المنصات العربية الناشئة مثل وراق وإدراك بدأت في تقديم مساقاتها باللغة العربية، للقفز على هذه المشكلة. ولكن الأمر أكثر تعقيداً لوجود عدد من التحديات الأخرى التي تحيل بين الطالب اللاجئ والاستفادة من المساقات المجانية المقدمة على المنصات العربية.
فمن ناحية هناك إشكالية توفر التقنيات وبصفة خاصة سرعة الإنترنت في أماكن تواجد اللاجئين. فلو أخذنا مخيم الزعتري كمثال: سوف نرى أن على الطالب الراغب في الحصول على شهادة من خلال المنصات العربية:
1) أن يكون قادراً على توفير الحاسب الآلي.
2) أن يكون متصلاً بالشبكة بسرعة معقولة لمشاهدة الفيديو ومتابعة المحادثات وهي أمور لا تتوفر في كثير من الأحيان.

يدخل الشباب اللاجئين سوق العمل راغبين ومرغمين بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة لأسرهم، مما يجعل التعليم في ذيل الأولويات، وبصفة خاصة لمن لم يستطلع استكمال المراحل التعليمية أو عانى من الانقطاعات المستمرة في عملية التعلم.
أما من ناحية ثالثة لو تضافرت لدى الشاب الرغبة والإرادة على استكمال مسيرة التعلم فسوف يكون جل همه الوصول إلى شهادة معتمدة تضمن له وظيفة ذات راتب مناسب، ففي حالة اللاجئ تكون الشهادة ضمانة للقمة عيش وحياة كريمة.


ومن ناحية رابعة نجد أن عدداً من الأبحاث أبرزت إشكالية "فقر المعلومات الخاص بفرص التعلم" حتى إن بعض التقارير عدها التحدي الثاني في قائمة تحديات التعليم الجامعي عند اللاجئين. حيث تفتقر المنصات العربية لوسائل التسويق والدعاية الحديثة بصورة عامة وبالتالي لا تصل معلومات كافية عنها للاجئين في المخيمات وأماكن تواجدهم الأخرى.
وعلى الرغم من هذه التحديات المتنوعة إلا أن العامين الأخيرين شهدا تطوراً كبيراً في المساقات المفتوحة الموجهة إلى اللاجئين ومن أبرز الأمثلة:
  • أعلنت كورسيرا في يونيو 2016 عن إبرام اتفاق تعاون مع الإدارة الأميركية على أن يكون توفير المساقات للاجئين بصورة مجانية.
  • استحدثت اد إكس "نظاماً للمساعدة المالية" لعدد من الطلاب المتعثرين حتى يستطيعوا استكمال مساقاتهم والحصول على شهادة معتمدة.
  • أبرم اتفاق تعاون بين اد إكس وجامعة كيرون Kiron  الموجهة للاجئين بصورة حصرية (مقرها برلين في ألمانيا) على أن تستفيد الثانية من المحتوى التعليمي الموجود على المنصة، وتتيح جامعة كيرون للطلبة اللاجئين التسجيل على مساقات إد إكس وتساعدهم ليتمكنوا من إتمام المساق والحصول على الشهادات المعتمدة.
  • تم اعتماد شهادات جامعة كيرون من وزارتي التعليم العالي في ألمانيا وإيطاليا وتقدم مساقات معتمدة من الهيئة الأوروبية المعتمدة العاملة في مجال معادلة وتصديق الشهادات European Credit Transfer and Accumulation System


نشرت هذه المادة على صفحة تربية و تعليم بشبكة العربي الجديد بتاريخ 29 أبريل 2017           


Comments