Skip to main content

قواعد حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت

قواعد حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت

منى يونس 

تظهر العديد من الدراسات تخاذل الآباء في دورهم تجاه حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت، فقد أفاد تقرير نشر على "بي بي سي
نيوز" أونلاين أن الآباء لا يزالون غير مدركين للمخاطر التي قد يتعرض لها أطفالهم لدى استخدامهم لشبكة الإنترنت بالرغم من أن 75% من المراهقين يستخدمون شبكة الإنترنت في منازلهم.

وذكرت الدراسة، التي أعدتها كلية الاقتصاد بلندن، أن 57% من المراهقين طالعوا مواقع إباحية، إلا أن أغلبهم تصفح هذه المواقع بطريق الصدفة وذلك إما عن طريق النوافذ المزعجة التي تظهر فجأة أمام المستخدم أو الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها، كما أوضحت الدراسة أن 16% فقط من الآباء يعتقدون أن أطفالهم تصفحوا مواقع إباحية.

وفي دراسة أخرى قام بها "مركز التأهيل الاجتماعي في قطر" حول الإدمان جاءت الأرقام لتظهر أن 82% من الأبناء لا يخضعون لأي رقابة أثناء تصفح الإنترنت.

تكمن المشكلة في عدم الوعي بالمخاطر وتغليب الفوائد والإيجابيات على ما دون ذلك من سلبيات ومخاطر. هذا من ناحية الأهل وبصفة خاصة في العالم العربي، أما من ناحية الأبناء فهم قليلاً ما يبوحون بسلوكياتهم على الإنترنت مخافة أن يبالغ الآباء في ردود فعلهم إذا أبلغوهم بأنهم مروا بتجارب سيئة على شبكة الإنترنت، فيمنعوهم من ولوجها مرة أخرى.

وفيما يلي عرض لبعض الخطوات التي تساعد الآباء في حماية أبنائهم من مخاطر الإنترنت والتعرض لما لا تحمد عقباه.

أ‌- رفع الوعي بمخاطر الإنترنت:
على الآباء أن يعوا ويتعلموا كل ما يتعلق باستخدام الكمبيوتر والإنترنت حتى يتمكنوا من حماية أبنائهم، فالقاعدة تقول: "فاقد الشيء لا يعطيه" كيف يتسنى لجاهل بعالم الإنترنت أن يحمي ابنه أو ابنته أو أن يقوم بتثقيفهم دون أن تكون لديه المعارف والمهارات اللازمة.

على الآباء مهما كانت درجة تعلمهم أو ثقافتهم أن يقوموا بواجبهم لفهم هذا العالم الذي يستوعب أبنائهم فترات طويلة من اليوم، الأمر يحتاج لمجهود وقد يكون سؤال الابن أو الابنه عما يستخدمون من مواقع وكيفية تنزيل البرامج مدخلاً مناسباً، والسبيل الثاني هو حضور المحاضرات وورش العمل الخاصة بمخاطر الإنترنت وكيفية الحماية منها.

ب‌- الإرشاد الأبوي:
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﺎﺳﺐ ﺁﻟﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻲ الأبناء ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍلمخاطر ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﻢ وليس هناك مناص من الوسيلة الأكثر أمناً للحماية ألا وهي "فتح أبواب الحوار".

لابد من التحدث مع الأبناء في جو من الثقة والأمان ﻋﻦ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﻢ على الإنترنت حتى يظل الوالدان على دراية بما يحدث، ولن يتسنى لهم ذلك إلا عن طريق ﺧﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻴﻬﺎ الأبناء ﺑﺎلاﺭﺗﻴﺎﺡ والثقة ويتلاشى فيها الخوف من سلطة الأهل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺄﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﺸﻜﻼﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ.

إن نجاحنا في حماية أبنائنا من الشبكة سيتوقف دائما على مدى استجابتهم لإرشاداتنا، وستظل هذه الاستجابة مرتبطة بما زرعناه في نفوسهم من تقوى وورع، وبدرجة المصارحة والثقة التي استطعنا تحقيقها في علاقاتنا بهم.


ابتدعت بعض الأسر المثقفة والواعية طريقة ناجحة لنوع من الإرشاد الأبوي وهي كتابة عقد بين الأبوين وبين الأبناء، تنص مواده على شروط وآداب استخدام الشبكة حيث يعطي الأبناء العهد بالالتزام بها على نحو مطلق، ومن أهم ما نصت عليه تلك العقود ما يلي:
فيما يخص الأبناء:
- التواصل المستمر مع الأبوين والإفصاح المستمر عن المواقع والأنشطة التي تتم على الإنترنت.

- عدم إعطاء معلومات شخصية.
ـ الامتناع عن عمل أي شيء يكلف مالا دون إذن سابق.
ـ عدم الموافقة على مقابلة أي شخص يتم التعرف إليه عبر الشبكة إلا بعد إخبار الأبوين أو أحدهما.

في ما يخص الأهل:
- الثقة بما يقوم به الأبناء.
- مساعدة الأبناء كلما احتاجوا وبصفة خاصة أثناء عملية البحث عن مواقع أو أخبار.
- عدم إزعاج الأبناء بأسئلة متدفقة حول أنشطتهم وفتح باب الحوار.
- تحديد الأوقات المسموح بها لاستخدام التكنولوجيا وعدم إزعاج الأبناء أثناءها (مثال: عدم مطالبتهم بأعمال منزلية في تلك الأوقات).
هذه الاتفاقية تكون قابلة للتنفيذ في حال وجود درجة ممتازة من التواصل والعلاقة الحميمية بين الأبوين والمراهق.

وسائل الإرشاد الأبوي:
أولا: المشاركة أثناء الاستخدام: على الآباء قضاء بعض الوقت مع الأبناء أثناء استخدام الشبكة، كأن يستخدم الإنترنت بصورة جماعية للألعاب أو التخطيط مثلا لإجازة عائلية أو التعرف على أماكن وبلاد جديدة.

ثانيا: الحوار البناء بين الآباء والأبناء، والإنصات في هدوء لكل ما يقوله أو يحكيه الابن أو الابنه عن أنشطتهم واستيعاب كل ما يحدث بهدوء.




Comments